“كشف الظلم: مأساة المعتقلين في غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي”
تمثل هذه القضية تحدياً كبيراً أمام المؤسسات الحقوقية اليوم، نظراً لتصاعد حالات التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته. تلك الانتهاكات أظهرتها شهادات الأشخاص المفرج عنهم، والتحقيقات الصحفية، والتقارير الدولية، مما يعكس خطورة الوضع الحالي.
الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ممارسة جريمة الإخفاء القسري ضد معظم المعتقلين من غزة، مما يحرم لجنة الصليب الأحمر الدولية من زيارتهم والتأكد من ظروف اعتقالهم. على الرغم من بعض التعديلات القانونية الجزئية، فإن المعلومات المتاحة لا تزال محدودة وقد تكون موضوعة للتلاعب.
يجب على المجتمع الدولي التصدي لهذه القضية الحيوية رغم العقبات الكبيرة التي يفرضها الاحتلال، والذي يتجاهل المطالبات بفتح تحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان. القضاء الإسرائيلي لا يزال جزءًا من النظام المستخدم لتبرير هذه الجرائم.
معسكر سديه تيمان ليس الوحيد الذي شهد انتهاكات، بل استُخدمت عدة سجون ومعسكرات أخرى لأغراض مماثلة. المؤسسات الحقوقية مستمرة في جهودها لكشف الحقائق والمطالبة بالمساءلة.
منذ بداية حرب الإبادة ضد غزة وتصاعد حملات الاعتقال غير المسبوقة، اعتقلت قوات الاحتلال الآلاف من المدنيين من مختلف أنحاء غزة خلال الهجمات البرية، بما في ذلك النساء والأطفال والفِرق الطبية التي كانت هدفاً للاستهداف، إلى جانب المستشفيات الفلسطينية.
يواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الاختفاء القسري بحق المعتقلين، حيث يمنع الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، ويحرم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم.
يعمد الاحتلال إلى حرمان الأسرى في غزة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، حتى أنه تم الإفراج مؤخراً عن عدد منهم من سجن نفحة، بعضهم توفوا بعد استشهاد أفراد من أسرهم خلال الحرب.
روايات وشهادات معتقلي غزة كشفت عن مستويات توحش غير مسبوقة في منظومة الاحتلال، حيث تضمنت جرائم تعذيب وتنكيل وجرائم تجويع، إلى جانب جرائم طبية ممنهجة أسفرت عن استشهاد العشرات من المعتقلين. بالإضافة إلى ذلك، نفّذت قوات الاحتلال عمليات إعدام ميداني بحق بعض المعتقلين. وعلى الرغم من إعلان المؤسسات المختصة عن استشهاد ستة من معتقلي غزة فقط، من بين 18 معتقلا وأسيرا استشهدوا منذ بداية حرب الإبادة، إلا أن الاحتلال يواصل إخفاء بقية أسماء المعتقلين الذين استشهدوا في المعسكرات والسجون. وقد كشف اعلام الاحتلال عن استشهاد طبيب آخر وهو إياد الرنتيسي، فيما لم تتلق أي جهة فلسطينية إخطاراً رسمياً بهذا الخصوص.
ما زالت آلاف العائلات لا تعرف شيئًا عن مصير أبنائها المعتقلين، ويعمل الاحتلال على تطويع القوانين لترسيخ هذه الجريمة.
مؤسسات حقوقية فلسطينية ومن الأراضي المحتلة عام 1948 تبذل جهوداً لكشف أماكن احتجاز المعتقلين والسعي لزيارتهم، رغم التحديات الكبيرة والقيود المشددة.
تمكن عدد من المحامين مؤخراً من إتمام زيارات محدودة لبعض معتقلي غزة، بما في ذلك زيارات إلى معسكر سديه تيمان الذي شهد جرائم تعذيب وجرائم طبية، وتقارير صحفية كشفت جوانب من هذه الأحداث، رغم وجود معتقلين في سجون مركزية أخرى مثل سجون النقب وعوفر.